ربيع الافراح المدير العام
عدد المساهمات : 316 نقاط : 1218 تاريخ التسجيل : 24/08/2011 العمر : 36 الموقع : https://raby3.7olm.org
| موضوع: ط’م’وحٍي بو’ج‘ـودٍي السبت أكتوبر 01, 2011 3:03 pm | |
| بس‘ـم اللهـ الرح‘ـمن الرح‘ـيم
آلسلـام عليكـم و رحمة الله و بركاتهـ
في حياة كلِّ منا لحظة حاسمة يُقرر فيها مصيرنا ومسار حياتنا، فيها يُقرر شكل المستقبل وتُرسم حدود الماضي، فيها تصبح الأحلام أقرب ما نتمنى أو أبعد ما نخشى و يمسي الطموح ناضجاً في انتظار حصاده، أو ميتاً في مهده
.
لطالما آمنت أن الحياة حربٌ لا تنتهي إلا برحيلنا عنها، فيها معارك عديدة، نخسر بعضها وننتصر في بعض آخر. أنا لا أتهم الحياة بالعنف، ولا أدَّعي أن معاركها مثل تلك التي نقشها في عقولنا الجانب المظلم من تاريخنا البشري. المعارك التي أتحدث عنها معارك افتراضية نخوضها في عقولنا وقلوبنا، معارك لا يطلق فيها رصاص ولا يسمع فيها دوي انفجارات، معارك قد تكون أهدأ وأبرد من قطب شمالي. لكني مؤخراً بدأت أشعر أن من بين هذه المعارك معركة واحدة مصيرية، قبلها استعداد وتجهيز وبعدها إما سلام وسعادة وإما وقوف حزين على أطلال المستقبل. هي معركة لأن بها قلوب يجب أن تؤمن وأهداف يجب أن تتحقق وأحلام يجب أن تحرر، هي معركة لأنها تمثل التحدي الأعظم في حياتنا، تحدينا لأنفسنا، لضعفنا، لخوفنا، لفشلنا، هي معركة لأن بها نقاتل حتى الرمق الأخير لنكون كما حلم الطفل بداخلنا. هي تلك اللحظة، والتي يكون فيها ولادتنا الحقيقية وانطلاقنا للحياة، فإما أن ننتصر وإما أن نستسلم لواقعنا مهما كان حلواً أو مراً إستسلاماً فيه خسارة لا عودة عنها، فالعمر قصير، وإن طالت أعمارنا فأعمار أحبائنا قد تكون أقصر، وفرصة أخرى تكاد تكون غير مجدية. قد أكون على خطأ، الله وحده أعلم، فأنا بالنهاية إنسان، وكلماتي هذه ليست قوانين ولا أحكام عرفية، بل مجرد خواطر قلب دون تفكير مسبق.
السعادة تُقاس بالطموح، كلما كانت طموحاتنا أكبر، فإن الشعور بالرضا بعد تحقيقها يكون أكبر، وبالتالي سعادتنا تكون أكبر، وحتى لو لم يكن حجم الطموح هو مفتاح المعادلة، فإنها أيضاً صحيحة، فمن كانت طموحاته متواضعة واستطاع تحقيقها كلها، فهو بذلك وصل لقمة سعادته، إذاً المعادلة نسبية، سعادتنا تُقاس بطموحنا، قدر السعادة في حياتنا مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالقدر الذي نستطيع تحقيقه وفعلاً نحققه من طموحاتنا و أحلامنا، والسعي وراء السعادة هو قصة الإنسان، كلنا نسعي للرضا، كلنا إما نبحث عن إيمان تستسيغه قلوبنا، أو نظرية تقتنع بها عقولنا، أو شيء ترضى به أنفسنا.
أنا أطمح إذاً أنا موجود، طالما لدي عقل قادر على التفكير والتخطيط لمستقبل أحلامي، وطالما لدي قلب قادر على الإيمان بقدرتي على تحقيق أي ما أريد، وطالما لدي روح تنتفض بالسعادة والحزن، بالأمل وخيبته، بالحب ونقصه، فأنا موجود، أنا على قيد الحياة، أنا أطمح إذاً أنا موجود. وحتى في حالة الفشل لله الخالق سبحانه وتعالى حكمته، فالمحاولة التي يكون الفشل من نصيبها خيرٌ ألف وربما ألف ألف مرة من الإستسلام للخوف و انعدام الثقة بالنفس. في هكذا حالة، حتى الفشل فيه نوع ما من الرضا، وحتى في بعض الأحيان يكون الطموح هو فقط الحق بالمحاولة، بغض النظر عن نتائجها.
وبغض النظر عن "قوانين حقوق الإنسان" التي تُحفظ في بقاع من الأرض دون بقاع، أنا أؤمن بحق كل روح على هذه المعمورة بالطموح والحلم، حتى لو تجرأت هذه الطموحات والأحلام على كسر قيود الواقع وحصاره، فهي حق كالحق بالحياة.
أتذكرون ذاك السؤال؟ عندما كنا صغاراً ويسألنا الكبار، ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟ .. إلى الآن وبعد مرور سنوات طويلة ما زلت أبحث عن الإجابة، أو ربما أنا تائه لأني وجدت الكثير من الإجابات!
ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟ .. لا أعتقد أن أقصى هذا السؤال هو مهنة المستقبل، بل أعتقد أن له أبعاداً أعمق تمس وجداننا كبشر، يجب علينا أن نتأمله جيداً، ولا نتسرع الإجابة بطبيب أو مهندس أو طيار
بعد كل هذه السنين التي مضت، أعتقد أنه يجب علينا جميعاً أن نسأل أنفسنا هذا السؤال مرة أخرى، ماذا نريد أن نصبح عندما نكبر؟ .. لكن قبل الإجابة، يجب أن نؤمن أنه إن ضاعت علينا فرصة ما في الحياة فهي لم تكن أساساً لنا، لم تكن معركتنا، ويجب أن لا ننسى .. أنا أطمح إذاً أنا موجود!
..وفي جانب آخر من الوجدان، جائنا الشعور التالي: ..اشتقتُ إليكٍ فلسطين!
| |
|
بنوتهـ.. عسلـ.. مراقب مميز
عدد المساهمات : 139 نقاط : 252 تاريخ التسجيل : 03/11/2011
| موضوع: رد: ط’م’وحٍي بو’ج‘ـودٍي الجمعة نوفمبر 04, 2011 3:09 am | |
| اللهم انصر فلسطيين بارك الله فيك اخي الكريم | |
|